ملكة قصر البللور

19‏/02‏/2008


أتيتكم بخبر قصرا من قبل لم تروه
الدنيا تبحث عنه ولم يجدوه
بناه عاشق لحببيته و فيه قتلوه
أم هو اللذي قتل نفسه ولم يرحموه
لقد كان القصر بين الأرض و السماء
تحمله الملائكه على أجنحتها ولم تشعر بداء
كان ذا مدخل من نور
تحيطه الأسوار من لؤلؤ مسحور
بداخله جنة بها من كل خير الدنيا
أشجار نخيل و أعناب و القطوف الندايا
فيها نهر ماءه عزب دون نهاية
تملأها الخضره المرسومه بالأنايا
يعيش الطير فيها سعيد يتمنا فيها الأمانيا
تطير الفراشات من زهرة لزهرة لاهيه
تنتهي الجنه بباب القصر
يقف امامه خادم در
يفتح لك باب الأحلام
يدخلك عالم لا يرى ولا بمنام
فالباب يفتح على بهو كبير
فيه من التحف ما يحكى في أساطير
أرضه كالماء المنثور
و السقف عليه كلام محفور
فأنت في قصر البللور
اذا قرأته تعرف مستقبلك
يتيغير على هوى من يقرأه و حولك يدور
تعرف كيف كنت و يطمأن قلبك
و لكن يصيبك بدمور
فرش القصر يضوي بعجب
و النجف يضئ من غير مصابيح
و الأثاث يتحرك من غير سبب
و عطر المسك في القصر يسيح
خدم القصر كأنهم الدر القوارير
يتحرك منهم السرعه بل تطير
يلبسون المرجان و الحرير
يخدمون ملكة القصر العظيم
فهي أقرب من ملاك الى أنسان
ذات عينين ساحرتان
ترى فيهما آن البحر و البر
و الشروق و الغروب في آن
شعرها كالذهب مسدول على كتفان
وصفهما المرمر و عطرهما الريحان
خصرها نحته أعظم فنان
أقدامها تطير فوق رقاب العظام
مشيتها تطوى لها الأرض طيا
تبيت لها الأرض عاصية أبية
تنتظر وقع خطواتها عليها
تلين اذا قفذت و تحضنها ملاقية
أبتسامتها تشرق لها الشمس منادية
اليوم أشرق سعيدة بهية
لسعادة ملكة جمال البرية
دمعتها تغضب لها البشرية
تبيت لها الحياة عصية
تنهيدها يزيب الجبال
و حسنها جزئ من محال
فحسن الدنيا لها مال
و قال أعطني من حسنك حسن الخيال
فعندي الحسن كله و انت مالكته
أبعد الحسن عني أم ضيعته
أم هرب مني و أدبرته
فوجدته فيك و تركته
و الآن أدمع حسنه
و كيف الحسن للحسن أبيعه
فها انا قد خلفته و وراء ظهره قتلته
و هدمت قصرها و قصره
فقد بناه بين المستحيل و الحب
و انا عنه أبعدته
فبت وحيدا دون قلب
و أشتقت أبكي على أطلاله

0 comments: