قوامك الفتان

قوامك الفتان من صنعه و فوق رقاب العالمين رفعه
رسمه بريشة ساحر فمن غير الله جمالك أبتدعه
عيونك الجحيمية من جبال اللؤلؤ أجمل قطعه
لم يتثنى لقمر البزوخ فكيف يعتلي السماء و حسنك معه
فهو من علم الشمس مدارها و علم كل نجم مطلعه
ضاقت السماء بجمالك فشكت أين أجد لهذا الخلق سعه
و لما علا نورك تساقطت الانوار و علم كل نور موضعه
في أي ناموس ذكرت أبحث فيه لفتنك دواء أتجرعه
لو كان كلامي كفر فمن يستغفر لى الخالق و من يتشفعه
خطي فوق جسدي عشرا فثرى قدمك فوق بدني منفعه
كم دعوة فحواها جمالك و كنت أنتظر أن تكون مستمعه
قتلت بسهم رمشك و عرفت من قتل قلبي و من قطعه

دعاء

دعاء الى من يرفع اليه الرجاء قربني ولو خطوة
أراها عن قرب و أنول اللقاء و اشعر بلحظة النشوة
أطلق لخيالي العنان يسبح في بحرها و يغرق بلا جدوة
أطاحت به الأمواج لجزيرة العشاق و يصبح من الصفوة
فلعذابه عندي حلاوة فلماذا يقابل حبي لقلبه بالقسوة
عزفت على ناي حزني و كان بكائي الغناء ألم يعجبك شدوه
ثملت جروحي حتى يهدأ وجعها و أنشدت أحلى غنوة
رفضت نسيان مسبب جرحها حتى صرخت بقوة
هل للجرح معنى أن لم يكتب عليه ذكرى تكوى
تبقى مدى الدهر لا تمحى من قلب عرف معنى الشكوة

غيبتك

فيها ايه لو التلك بحبك و حبست في الألب غيبتك
و العن الهجر كأن انا اللي هجرتك
و أسامحك على ذنوب عملتيها و أالك سمحتك
و أشوف الأرض تطرح فرح من تحتك
لهفة وحشتني في عنيكي و أشوفك تنطأي بعد صمتك
و تحركي رجليكي اللي اتخشبت من كتر ما كرهتك
و يكتب ألمي بحبر كحل عيونك كلمة بحبك
أصالح الصبح بيكي بعد ما عشت تايه في ليلتك
آه و آهين لو تعرفي عذابي في غيبتك

محب أعمى

عرفت الحب عن قرب فكرهته بعدما نظرت اليه أعجابا
كنت اعمى سرق منه نظره و بعصاتي أطرق ابوابا و أبوابا
فلما أخترت باب حبيبي أخذني الى كذبة فكان ضاحكا كذابا
لو اني أبصرت لحظة ما أخذت طريقه ولا ساء الحظ مخابا
و ما عرفت الحب الا من يدها و ما ابصرت عيني الا عجابا
كانت تقودني الى هاوية حبها حتى عصاتي صدها العمى و أصاب
ابصرتها بقلبي حتى رسمت لها في خيوط ظلامي ملامح و أثوابا
الظن بها كان ملاكا و الأعتقاد بريئة و الأيمان صوتها الصوابا
لما أسدلت على العقل أستارا كانت لبصيرتي عن الحق حجابا
لمن تركت قلبي يرتحل به أينما شاء و أتبعت للقائه السرابا
و تحسست الندى على جريد النخل مستعطفا من غاب
أرحل و لكن رد النظر لعاصتي حتى اطرق غير بابك أبوابا